=

بقلم ناصر إبراهيم

في لقاء تليفزيوني نادر، تم إجراؤه عام 1971، ظهر الاثنان جالسين داخل أحد استوديوهات "ماسبيرو" يتوسطهما الكاتب إبراهيم الورداني، ليسألهما في لهجة شاعرية: "بس أنا حاسس إنكم عايشين حياة سعيدة؟"، ليجيب حسن يوسف: "الحمد لله، إحنا متفاهمين"، وتتبعه في حياء زوجته لبلبة قائلة: "نمسك الخشب يا أستاذ إبراهيم"، لتمر الشهور ويفاجأ الجمهور بخبر طلاقهما منشورا في الصحف بعد 9 سنوات من الزواج السعيد. القصة بدأت في عام 1961، حينما التقى حسن يوسف لأول مرة الفنانة الصاعدة آنذاك "لبلبة"، داخل مكتب العقود بالتليفزيون، ولم يكن يعرف أنها الفنانة لبلبة، فكانت نظراته إليها على أنها فتاة "حلوة وشيك"، ليعرف بعد لحظات أنها لبلبة، فخجل من نفسه وسلم عليها بصفتها زميلة، لتبادره بالحديث عن دوره في فيلمه المعروض حينها "نساء وذئاب".



 قائلة: "«برافو، دورك هايل في الفيلم"، ليدور حوار قصير بينهما، سرعان ما ينتهي وينصرف الاثنان كل إلى وجهته. محطة اللقاء الثانية كانت في إحدى حفلات "أضواء المدينة"، حيث كان "حسن" مسؤولا عن تقديم إحدى فقراتها، بينما كانت تشترك هي في إحيائها، وبعد حديث قصير عن نفس الفيلم، فوجئ "حسن" بأن "لبلبة" جارته في مصر الجديدة، وحصل على رقم هاتفها، ثم اختفت عن عينيه بعد لحظات، ولم يرها ثانية تلك الليلة. وبعد ذلك كان يراها بالصدفة، فشاهدها مرة في مسرح "محمد فريد"، ومرة أخرى في مسرح "الأزبكية"، وفي كل مرة كان يحاول أن يشعرها بأنه معجب بها، حتى فهمت ذلك، ولكن والدتها المرافقة لها في كل تحركاتها كانت تفسد كل مقابلاتهما، فبدأ حسن يتصل بها تليفونيا، وازداد انجذابه لها أكثر وأكثر بعد أن أعجبته طريقة تفكيرها.


 جاء اليوم المرتقب على ظهر باخرة "الدلتا"، حيث كانت لبلبة ترتدي فستانا أبيض اللون كأنها "سندريلا"، فاستقبلها "حسن" بابتسامة عريضة وغازلها، ليدور بينهما حوار شاعري تضمن اعتراف كل منهما بحبه للآخر، وأسئلة متخوفة من "لبلبة" تجاه حبيبها إن كان يفكر أن يغدر بها يوما ويفارقها، حتى عرض عليها الزواج قائلا: "إيه رأيك نتجوز؟"، لترد عليه: "أتمني ذلك، ولكن أمي لن توافق، لأنها ترى أني ما زلت صغيرة، ولا أستطيع تحمل مسؤولية الزواج، كما أنني المسؤولة عن عائلتي ومكلفة بها"، وقد كانت تبلغ من العمر حينها 17 عاما، بينما كان حسن في السادسة والعشرين من عمره.

مرت أيام قليلة وذهب "حسن" لخطبة "لبلبة"، التي صدقت نبوءتها، حيث رفضت والدتها زواجها من الفنان حسن يوسف، ليفترق الحبيبان لمدة 20 يوما، هددت فيها "لبلبة" بالانتحار، ثم جمعت ملابسها في حقيبة، وهربت من البيت ليعقد قرانهما، ويضعا الأسرة أمام الأمر الواقع، وهنا أدركت أمها أنه لا بد من إتمام هذا الزواج، ورفعت الراية البيضاء. احتفل الزوجان بزفافهما في قاعة "ألف ليلة وليلة" بفندق "هيلتون"، بحضور كوكبة من النجوم والشخصيات العامة، وتم الاتفاق على تأجيل الإنجاب لمدة 5 سنوات على الأقل، وقد مضت بهما الحياة الزوجية في سعادة دائمة دون أن يحدث بينهما أي خلافات زوجية، فكل منهما كان يحافظ على شعور الآخر، ويحرص على سعادته.


بعد 9 سنوات من الزواج بدأت تدب الخلافات بينهما بسبب عمل "لبلبة" في السينما، حيث كان الزوج يرغب في اقتصار عمل زوجته على الحفلات الموسمية والتليفزيون، لغيرته عليها، واتفاقهما على ألا تجسد أي مشهد به قبلات، وكذلك لرغبته في الإنجاب، وهو ما رفضته فهي لا تريد الإنجاب في هذه السن المبكرة، وأيضًا كانت أبواب السينما مفتوحة لها في ذلك الوقت، لكنها انصاعت في النهاية لرغبته وابتعدت عن السينما. مع الوقت زادت مطامع "يوسف" في حياة أكثر استقرارًا فطالبها باعتزال الفن تمامًا، وهو الأمر الذي صدمها، خاصة لأنه يعلم جيدًا أنها تعين أسرتها بالأموال التي تكسبها من ورائه، وتزداد الأزمة بينهما لتصل للطلاق، على حسب تصريحات حسن يوسف لصحيفة "الشرق الأوسط"، لكن "لبلبة" أوضحت في لقاء تليفزيوني ببرنامج "أنا والعسل" مع "نيشان"، أن سبب طلاقها من "حسن" هي قبلة حسين فهمي لها في فيلم "بنت بديعة"، التي وافقت عليها مضطرة أمام رغبة المخرج حسن الإمام، ليسدل الستار على زواج استمر 9 سنوات، وهو الزواج الأول في حياة "حسن" والوحيد في حياة "لبلبة".





Post a Comment

أحدث أقدم